المادة    
أما التمكين والظهور والعلو في الأرض, وكيف جعله الله لأصحاب النبوات وأتباعهم؛ فهذا أمر مشهود جداً، فحتى هذه اللحظة لم يثبت ولم يصح ولن يكون أبداً أن يأتي قضية عقلية صحيحة صريحة أو أن يثبت اكتشاف علمي حق يخالف آية من كتاب الله أو حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، بينما نجد أن العلم الحديث قد جاء بما يخالف تقريباً كل -لا نقول معظم- ما قرّره اليونانيون القدماء والفلاسفة القدماء, ومن بعدهم من الفلاسفة الإسلاميين؛ بحيث إنها أصبحت نوعاً من الكلاسيكية التي تؤخذ على أنها مجرد تاريخ، ولا يمكن أن يكون لها أثر لا في علوم الطبيعة, ولا في علوم الفلك, ولا في علوم الحياة, ولا في علوم الاجتماع، فضلاً عما هو أشرف وأعظم من ذلك؛ وهو ما يتعلق بأجل العلوم وأشرف العلوم وأفضل العلوم وهو: صفات الله تبارك وتعالى, والإيمان بالآخرة والإيمان بالقدر, وما أشبه ذلك من العلوم التي لا يمكن أن تُتلقى إلا عن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولا يمكن أن يكون لغير الأنبياء أي نصيب أو أي إسهام فيها.